ماالذي يجري في السودان ؟

ماالذي يجري في السودان ؟

مما لاشك فيه أن في السودان كثير ممن يترحمون على أيام البشير ( الرئيس المخلوع السابق ) الذي جاء عن طريق إنقلاب وأطيح به في إنقلاب عسكري ،فهم لايترحمون إلا للإستقرار النسبي الذي ميز عهده

يشهد السودان حاليا نوع فريد من الحرب الأهلية ، ليس كما عهدناه في المنطقة  ” نظام ومعارضة ” ومن المحتمل

أن البشير بكل أخطائه وكوارثه  أدرك وتجهز لإحتمالية وقوع إنقلاب عليه ، فهو من أسس قوة موازية للجيش

شبه رسمية ، لإخماد التمردات الداخلية في دارفور ، عرفت بقوات الدعم السريع والتي هي حاليا طرف أساسي في الصراع الحالي

فزرع بذلك قنبلة موقوتة ، إذ أن تاريخ السودان مابعد الإستقلال ملطخ بالإنقلابات العسكرية ، رغم أنه يعد في الشكل والتصنيف جمهورية ديمقراطية تعددية

السودان بلد شاسع المساحة ، عبارة عن سهول وأراضي منبسطة ، يعانق فيها الخصوبة بالأراضي المقفرة

يتمتع السودان بموقع مميز جغرافيا جعله هدفا لأطماع قوى إقليمية ودولية ، تريد موطئ قدم لها في أفريقيا

فهو  يطل على طرق التجارة البحرية الدولية ويعد بوابة الوصول لوسط أفريقيا ، علاوة على امتلاكه موارد طبيعية كالذهب

من المرجح أن يطول الصراع الحالي الدائر مابين قائد الجيش السوداني ( عبدالفتاح برهان ) ومابين قائد قوات الدعم السريع  ” سيئة السمعة ” ( محمد دقلو ) الملقب كذلك ب ( حميدتي ) .

أبلغ عن مجازر قتل وكذلك حالات إغتصاب تنتهك حقوق الإنسان ، تدخل القوى الخارجية للإستثمار في الصراع الحالي

يطيل أمد الحرب ومعاناة السودانيين ، يهدف كل طرف ومعادلة إلى إلحاق الهزيمة العسكرية بالآخر ، ليتفرد كما يريد بالسلطة

ويحكم السودان سياسيا ، كما يجري حاليا معارك كر وفر للإستيلاء على الأراضي وضمها .

في أحدث تقرير ذكرت وكالة بلومبرغ بأن الجيش السوداني أشترى طائرات مسيرة إيرانية ،  لتندلع معها الإيرانوفوبيا مجددا ويخرج بعض الشخصيات الإعلامية الإسرائيلية محذرا وموبخا ، رغم أنها تبدو فقط كصفقة تجارية

وبحسب محللين ، تشارك أطراف دولية بشكل غير مباشر في النزاع السوداني الحالي ، فتصطف كل دولة مع أحد أمراء الحرب الحاليين

فيذكر أن الإمارات وإسرائيل وتشاد تدعم قائد قوات الدعم السريع ( حميدتي ) ، من ناحية أخرى تقف مع قائد الجيش السوداني كل من مصر وقطر

السودان بلد بطبيعته متعدد القبائل والأعراق ، منها العربية ومنها غير ذلك ، وهذا يفسر جزئيا النزاع وعمليات الإصطفاف وتعدد الولاءات

يذكرنا القتال والإحتراب الحالي في السودان ، بما جرى قبل سنوات في دولة جنوب السودان ، حينما حدث خلاف بين رئيس دولة جنوب السودان ( سلفاكير ) ونائبه ( رياك مشار )

أدى إلى صراع مسلح مزق الجنوب وراح ضحيت حوالي 50 ألف شخص

في بداية الأحداث طالبت قوى سودانية مدنية بعملية تحول ديمقراطي حقيقي ، ثم قبلوا بمرحلة إنتقالية يشارك فيها العسكر بالحكم

كما طالبوا بحل ميليشيات مايسمى ( الدعم السريع ) ، وكانت نقطة التحول عندما طالب عبدالفتاح برهان رئيس المجلس العسكري بدمج قوات الدعم السريع قي الجيش والتي تدين بالولاء فقط لقائدها

وهنا بدأت التوترات بين الرجلين ، ثم تحولت لأعمال عنف

فقد قال البرهان عن حميدتي بأنه مجرم وإنقلابي ، في حين أتهم حميدتي قائد الجيش بأنه مخترق من النظام البائد والكيزان

في النهاية ، هناك سيناريوهات من المرجح أن يحدث أحدهم ومنها :

  • إنتصار أحد الأطراف عسكريا على الآخر ، والإنفراد بالسودان
  • التوصل لهدنة وحل يعيد الوضع السابق
  • تقسيم السودان لمنطقتي نفوذ  ( كما حدث لليبيا )
  • خروج العسكر من المشهد وعودة القوى المدنية

نرجو ونأمل بأن يحل السلام والوئام على أشقائنا الطيبين في السودان ، فهم يستحقون مستقبلا أفضل .

اقرأ أيضا :

حرب غزة : هل تخلت إيران عن حماس ؟


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *