حرب غزة : هل تخلت إيران عن حماس ؟

حرب غزة : هل تخلت إيران عن حماس ؟

بعد أن دخلت حرب غزة المفاجئة شهرها الثالث ، سؤال قد بدأ يجول في الأذهان ولدى المراقبين والمحللين ، حيثما لانجد أن هناك غالب ولامغلوب بعد

بعد أن أمطرت إسرائيل قطاع غزة بالقذائف والصواريخ ، دخلت مرحلة التوغل البري ، ولكن هنا تكبدت الكثير من الخسائر البشرية والمادية

وحولت غزة إلى ركام ، وشرد أهلها ، فهنا قد يسأل المرء نفسه

ماالذي يبرر كل هذه الوحشية التي جرت

لقد أظهر الطرفان الكثير من السلوكيات الإنتحارية ، فبقاء حماس ووجودها على المحك الآن ، أكثر من أي وقت مضى

وحكومة نتنياهو لم تستقيل أو تقال كما كان متوقعا ، بل قامت بالدخول في معركة إستنزاف محاولة تحقيق مكاسب

سياسية بأي ثمن ، في ظل تراجع إقتصادي ملحوظ ،ويمكننا فهم وتلخيص إستراتيجيات حماس في النقاط التالية :

  • أنها جزء من رد فعل إقليمي أختار لنفسه المكان والزمان المناسب
  • تهدف حماس لإستنزاف قدرات إسرائيل المادية والبشرية ، عبر إطالة أمد الصراع ، وجرها لمصيدة الأنفاق لعلمها المسبق بمحدودية موارد إسرائيل ، وعدم تمكنها من الإستمرار طويلا في حالة حرب فهي دولة قائمة على الأمن والرخاء الإقتصادي
  • تكشف تكتيكات حماس أنها خططت وأعدت لهذه الحرب منذ فترة
  • محاولة لكسر الجمود وتغيير الوضع الراهن ، بما في ذلك فك الحصار المطبق على القطاع

من ناحية أخرى ، يشكل دعم إيران العسكري لحماس ظاهرة استثنائية ، فليس هناك رابط عضوي بين الإثنين

إنما تجمعهما المصالح ، علاوة على مناهضة الصهيونة ، فغزة بسكانها وقيادتها ككل هم من السنة

بينما نجد أن جل حلفاء إيران هم من الشيعة كحزب الله في لبنان والحوثيين باليمن

تحاول حماس وفي إشارة فريدة منها ، النأي عن الصراع الشرق الأوسطي ذا الصبغة الطائفية ، وإن كانت لم تتمكن

من تجنبه إبان ثورات الربيع العربي ، سياسة الأيادي المفتوحة بين حماس وإيران التي توجت بشراكة براغماتية

جنبا إلى جنب مع الحليف التركي القطري ، لاشك أنه نجاح لمعسكر المقاومة .

أظهرت حركة وفصيل حماس ، براعة غير مسبوقة عسكريا وسياسيا ، نجحت من خلالها في عكس إتجاه حركة التفاعلات الدولية

وهي وإن كانت قد أوقفت حركة التطبيع ولو مؤقتا ،فقد نجحت من ناحية أخرى عبر عملية طوفان الأقصى في هز أركان الدولة اليهودية بشدة

وإظهار فشلها الذريع علاوة على إلحاق ضرر أبدي في صورة إسرائيل أمام العالم ، وداخل المجتمع العبري نفسه

المجتمع بات منقسما ، مابين يمين متطرف جن جنونه ومتعطشا للإنتقام يبحث عن نصر يعيد ماء الوجه له

وبين طوائف الوسط واليسار التي تطالب بوقف الحرب وإستعادة الأسرى ، كذلك إستقالة الحكومة ومحاسبتها

إن القضاء على حركة حماس برأيي أمر مستبعد ، فهي جزء من محور إقليمي وقناعة فلسطينية تفضي إلى أن  طريق المقاومة هو السبيل المجدي لإستعادة الحقوق والسيادة الوطنية

كما يبدو أن شركائها وداعميها الظاهرين مثل : تركيا وقطر وإيران مطمئنين لصمود الحركة وتلقيها الدعم اللازم حتى الآن

اقرأ أيضا :

أسباب عدم قطع الرئيس التركي أوردغان العلاقات مع إسرائيل


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *