تفتخر إسرائيل بكونها الديمقراطية الوحيدة الحقيقية في الشرق الأوسط ، كما لديها مؤشر تنمية بشرية مرتفع ، ولكن بجانب هذه المعطيات الجميلة ، كان هناك ثمن ومعاناة
كما أن هذا لايفسر الدعم الهائل والمساعدات التي تتلقاها دوما هذه الدولة العبرية ،من الولايات المتحدة ، علاوة على أوروبا
سواء دعم عادي أو جراء تعرضها لتهديد وجودي ، ولكي نفهم القصة كاملة ، علينا أن نعود بالزمن قليلا لما قبل النكبة ( تاريخ تأسيس إسرائيل )
إسرائيل : حقبة الاستعمار
كان العرب واليهود يعيشون تحت ظل الدولة العثمانية ، ثم الانتداب البريطاني
عانت بريطانيا والدول الاستعمارية عموما ، من المقاومة المحلية لسيطرتها
سبقها حقبة تاريخية من معاداة اليهود في أوروبا ، مادفع بعضهم للهجرة إلى أمريكا وفلسطين
حقق اليهود النجاح في أمريكا ، وتمكنوا من كسب ثراء مالي ونفوذ سياسي في مفاصل الدولة
التي أصبحت بعد الحرب العالمية الثانية ، البلد الغربي الوحيد الذي نجا ولم يتضرر من الحرب
كان قادة الدول الغربية يؤمنون بأن الاستيلاء على أكبر قدر ممكن من موارد الآخرين ، كذلك زعزعة استقرارهم
هو مفتاح تحقيق الهيمنة والقوة والثراء بالإضافة إلى الأمن لأنفسهم
الصهيونية وتبادل المصالح
نشأت فكرة الصهيونية ( العودة إلى أرض الميعاد ) في أوروبا الشرقية من قبل الجالية اليهودية
أدركوا أن تحقيق هذا الهدف غير ممكن بدون مساعدة دول كبرى وقوية ، ومن حسن حظهم
أنهم تمكنوا من كسب الموافقة من قبل الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي معا في مجلس الأمم المتحدة ، وهذا حدث نادر
لقد عرض الصهاينة على البريطانيين والأمريكان أنهم سوف يصبحوا الممثلين للمصالح الغربية في منطقة الشرق الأوسط
عبر خلق دولة عنصرية وجسم غريب ، تساعد في ديمومة النزاعات بعيدا عن الأراضي الغربية
كما لقت الدعاية الصهيونية ضالتها في الترويج الديني لأبناء الطائفة اليهودية بتاريخ فلسطين على أنها أرض الأجداد
والخلاص الأبدي لأي يهودي ، كما أنها الأرض الوحيدة التي يمكن فيها لليهودي أداء صلواته بحرية وفي أي مكان
في النهاية ، هل ترى أن هذا الحل يستحق كل هؤلاء الضحايا والدماء التي سالت
أم أن عبارة ( مصائب قوم عند قوم فوائد ) هي التي تسود عالم اليوم ؟
اقرأ أيضا :