الرئيسية » الأزمة الأوكرانية : لماذا أختار الغرب روسيا بدلا من الصين لبدء الحرب ؟

الأزمة الأوكرانية : لماذا أختار الغرب روسيا بدلا من الصين لبدء الحرب ؟

الأزمة الأوكرانية : لماذا أختار الغرب روسيا بدلا من الصين لبدء الحرب ؟

عند حديثنا عن الأزمة الأوكرانية وصراع روسيا مع الغرب ، سنبدأ بجزء تمهيدي يوضح ما يجري ، كانت الصراعات والحروب دوما نزاعات

من أجل الموارد والاقتصاد ، إذ يعد المكون الاقتصادي ولا تعد الأوحد بالتأكيد والمصالح كما التنافس من أجل الوصول للقمة في

الترتيب الهرمي العالمي محركا رئيسيا وراء القرارات السياسية ، الجغرافيا العالمية هي المسرح الذي يتفاعل فيه مختلف الكتل والأنظمة السياسية

إن الصراع بين روسيا والغرب قديم ، بدأ منذ عقود وإن خمدت قليلا عقب انهيار الاتحاد السوفييتي ، فمنذ وصول الرئيس

فلاديمير بوتين لسدة الحكم في روسيا أخذ يعمل بنشاط على تقوية الدولة الروسية علاوة على زيادة نفوذها الخارجي فبالنسبة له

روسيا دولة عظمى وينبغي أن تبقى كذلك ، ووفقا للمطلعين ودارسي التاريخ ، كان الصدام الحالي مسألة وقت

كما أن التصادم بين الغرب والصين يبدو حتميا أيضا ، فمنذ بداية القرن الجديد ما بعد عام 2000 ميلادي ، أستيقظ

المارد الروسي من تحت أنقاض الدولة السوفييتية وشرع ببطء في تقوية واستعادة نفوذه المفقود بعد أن واجه صراعات مدمرة واقتصادا منهارا

من ناحية أخرى بدأت الأزمة عندما خرجت احتجاجات ميدان كييف عام 2014 للمطالبة باتفاقية التجارة مع الاتحاد الأوروبي ، فقدت فيها

الحكومة الموالية لروسيا زمام الأمور ، ثم سيطر الموالون للغرب على أوكرانيا واتجهت الأمور للمواجهات العسكرية الشاملة مع إعلان روسيا

بدء غزو استباقي لتدمير السلطة الأوكرانية والمطالبة بأن تكون كييف محايدة ، سرعان ما أتخذ الغرب موقفا حازما ضد روسيا بما في ذلك

فرض عقوبات اقتصادية مع مصادرة أصول روسيا وأيضا تقديم الدعم العسكري للأوكرانيين

بدأت حصة العالم الغربي من النفوذ والانتاج الاقتصادي العالمي في التراجع ، لقد فقد الأخير الكثير من قوته الاقتصادية لحساب القوة الناشئة النامية الجديدة

ولم تعد تحتكر الصناعة والتكنلوجيا لوحدها كما كان في الماضي وفشلت في الابقاء على تلك الامتيازات ساهم في ذلك

عديد من الأسباب أو الأخطاء إن صح التعبير ، وبات مفهوما أن الغرب اليوم يواجه أزمة تراجع خطيرة ، وهو يحاول بشتى الطرق إعادة تشكيل الواقع للعودة مرة أخرى إلى احتكار القوة والثروة

صنفت روسيا والصين كأكبر تهديد للهيمنة الغربية بينما اختارت أمريكا بدء استهداف روسيا أولا ، فلدى روسيا ما يحتاجه الغرب

خصم سياسي وعسكري رئيسي يمتلك موارد طبيعية هائلة يمكن استغلالها والاستحواذ عليها

يدور الصدام هنا والحرب بشكل مباشر مع دولة عظمى مسلحة نوويا ، كما أن حلف شمال الأطلسي منخرط فيها فهذا

ما ينقل مستوى الخطر إلى نشوب حرب عالمية ، أو إلى استخدام لأي سلاح نووي مع إدراك روسيا بأن هدف هذه الحرب

هو إسقاط الدولة الروسية ، نهب مواردها وهنا هي الجائزة والهدف الأكبرعلاوة على تحييدها في المواجهة المقبلة مع الصين

ففي عصر القوة النووية فإن السبيل الآمن للانتصار هو تقويض الخصم من الداخل عبر اثارة الثورات والتمرد الداخلي أو تدمير الاقتصاد ثم يتلوه الانهيار والضعف

فما الحرب الروسية الأوكرانية إلا محاولة غربية لإعادة سيناريو انهيار الاتحاد السوفييتي ، بينما تسعى روسيا لتحويله لفرصة ذهبية تستنزف الغرب وتعزز فكرة بروز عالم متعدد الأقطاب .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.