لم يكن أحدا يتصور بأن سقوط نظام الأسد سيحدث بهذا الشكل السريع ، بعد أن نجا من عدة أزمات وظل صامدا
أمام محاولات اسقاطه عسكريا طيلة سنوات كما كان يحدث هذا في بدايات ماسمي ” الربيع العربي “
خلفية سقوط نظام الأسد
كانت عائلة الأسد تحكم سوريا طوال 50 عاما بقبضة من حديد ، نجحوا فيها في الحفاظ على بلد موحد ومستقر
لكن واقع أن سوريا بلد مترامي الأطراف ومتعدد الاثنيات يجعل من الصعب على أي حاكم أن يحافظ على استقرارها من
الأزمات الداخلية والعدوان الخارجي ، علاوة على عدم وجود موارد اقتصادية وافرة وتسليح قوي
يقول المحلل الروسي أليكساندر نازاروف :
إن سرعة انسحاب قوات الحكومة السورية لا تشير سوى إلى أن سوريا ليست استثناء من عملية تدهور الحكومات والمجتمعات المشتركة في العالم أجمع، والتي يمكن وصفها بعبارة واحدة: “لم تعد لدينا القوة للاحتمال”.
بمعنى أن القوى المتعارضة تبدأ في التخلص من علاقات التحالف والحلفاء، الذين يتسببون في تكاليف أكثر من فوائدهم، حتى ولو كان فقدان الحلفاء مؤلما للغاية.
بناءا على ذلك وسوريا كدولة قومية عربية تطل على موقع استراتيجي فقد كان لابد لها أن تتفاعل مع التفاعل الجيوسياسي
العالمي المعقد فأختارت لنفسها مكانا بين مايسمى ” محور المقاومة ” التي تضم إيران فيه حققت ايران عدة مكاسب على الأرض وبسطت
نفوذها ، لكنها أوهمت نفسها وحلفائها بأنها قوة لاتقهر ولأن دوام الحال من المحال ، وأن التاريخ عبارة عن دورة مستمرة من الصعود
ثم الانهيار لاتستثني أي دولة أو امبراطورية
أسباب السقوط
بحسب الكثير من الخبراء والمحللين ، جمعنا لكم بعض من أهم الأسباب التي أدت لنهاية حكم البعث في سوريا حيثما ادت
في النهاية إلى خروج الرئيس وعائلته واللجوء لروسيا ، وهي أخطاء وعوامل مركبة ونكتب فيها عن وجهة نظرنا :
- حكم الأقلية والحكم الديكتاتوري القاسي ، الذي جلب الكثير من المعارضين
- تدهور معنويات الجيش السوري وضعفه نتيجة الحروب المستمرة والمرهقة
- نفاذ الموارد اللازمة للاستمرار نتيجة سياسة الحصار والعقوبات الدولية
- عدم تمكن الحلفاء من انقاذ النظام نتيجة مرورهم بوضع اقتصادي متأزم وأسوء مما كان في الماضي
- عدم وجود مرونة سياسية ، فلطالما كان النظام يميل للحلول العسكرية حتى مع تغير الظروف الدولية
- تنامي استياء وسخط شعبي كبير نتيجة سوء الخدمات كانقطاع الكهرباء أغلب الأيام وسياسة القبضة الأمنية لأي انتقاد
اذن تشير الأحداث إلى أن الدولة السورية التي كان يحكمها بشار الأسد وقبله والده ، قد وصلت للنقطة الحرجة والتي حينها
تنهار الدول وتغرق في الفوضى وهذا مايذكرنا بكيفية انهيار الاتحاد السوفييتي ولعل كثير من هذه الأسباب موجودة فعليا في
كثير من البلدان العربية ولكن ماجرى فقط أن سوريا سبقتهم ولم يصلوا للنقطة الحرجة بعد ، فهل ياترى تركيا قادرة
اقتصاديا على تحمل التوسع في النفوذ للخارج وهل تستطيع دعم حلفائها أم أن هذا فخ دخل فيه الأتراك طواعية ؟ هذا ماستكشفه الأيام المقبلة
فريق الغد نيوز
اترك تعليقاً