في يوم 27 نوفمبر 2024 وبشكل مفاجئ ، خرجت الجماعات المسلحة السورية والتي يسميها البعض ” المعارضة السورية ” من منطقتها الخاصة في
إدلب ، واجتاحت بشكل سريع الأراضي السورية التابعة للنظام وبإيعاز من تركيا
كيف نجحت الجماعات المسلحة السورية في الهجوم ؟
بدأت هذه الجماعات التي تنتمي لجبهة النصرة وهيئة تحرير الشام في الهجوم على محيطها وهي ريف حلب ، في خطة
يبدو أنها أعدت مسبقا مدعومة من المركبات المصفحة و أسراب من المسيرات ، ثم ما لبثت أن أحتلت حلب ، المدينة الهامة وثاني
أكبر مدن سوريا وانطلقت بلا توقف تتقدم على الخارطة السورية وتحتل مزيدا من الأراضي والمدن ، حتى وصلت مدينة حماة
لوحظ أن الجماعات المسلحة لم ترتكب مجازر وفضائع ، كبداية مايسمى ” الثورة السورية ” أملا في التسويق لنفسها محليا ، كذلك
الحصول على اعتراف دولي وشرعية ، حيث تقوم بإظهار نفسها على أنها وطنية ومدنية ذات خلفية إسلامية ، فقد تعلمت من دروس الماضي
هذا النجاح يعزوه المراقبين إلى صدمة الهجوم المباغت ( المفاجئ ) ، فهي تجعل العدو يستغرق وقتا في الاستيعاب والتعامل مع الأحداث
السريعة ، وهو مايستغله المهاجم للتوغل وبسط السيطرة على أكبر قدر ممكن من المساحة وبات أن المسلحين ومشغليهم أرادوا تكرار الهجوم الأوكراني المباغت على كورسك الروسية
إن هذه العملية بالتأكيد ستضع الحكومة السورية وحلفائها ، في موقف صعب ومحرج ، في واقع أن حزب الله قد أنهك
تماما ، وهو في حالة ضعف كبيرة وفي ورطة مابين الجبهة الإسرائيلية جنوبا والسورية شمالا يتوقف الكثير من الأمور على بقية
حلفاء سوريا وهي لحسن الحظ تمتلك مايكفي لأن تشعر بالقوة و الاطمئنان ، فقد أعلن العراق أنه لن يجلس مكتوف اليدين ، وهناك
أنباء عن حشود داعمة ستعبر الحدود ، إن هذه العملية تبدو حمقاء ، لأنها مجازفة علاوة على أنها خرقت اتفاقية استانا
لخفض التصعيد بين الثلاثي الضامن روسيا وتركيا وإيران
الهجوم المضاد
يرجح أن تمتص الحكومة السورية صدمة الهجوم ، وهذا مايفسر انسحاب الجيش من بعض المناطق في حماة ، حفاظا على المدنيين فيها وسيناريوهات المرحلة القادمة هي :
- قضم المعارضة المسلحة لمزيد من الأراضي وهو أسوء ماقد يحدث
- يقوم الجيش السوري بمحاصرة المناطق المحتلة ويبدأ عملية تحرير قد لاتتوقف إلا عند إدلب أو حتى على الحدود السورية
لمصلحة من هذا الهجوم ؟
المستفيد الأول تركيا ، فهي تحاول أن تمدد نفوذها العثماني على حساب سوريا والأكراد ، بلا شك تخدم هذه العمليات إسرائيل وأهدافها
فهي تدرك أن سوريا هي أكبر داعم لحزب الله ومعبره اللوجستي الوحيد للإمداد العسكري ، لذلك هناك درجة عالية من اليقين
بأن ماحدث جرى بتنسيق دولي بين إسرائيل وتركيا وربما أوكرانيا .