لماذا إنقلاب النيجر ؟

لماذا إنقلاب النيجر ؟
لماذا إنقلاب النيجر ؟

لمحة :

ماقبل إنقلاب النيجر , كانت هذه الدولة كحال أغلب دول أفريقيا , تعيش في أوضاع سياسية
هشة وتعد إفريقيا من أكثر القارات التي تحدث فيها إنقلابات عسكرية في العصر الحديث
ويعد هذا إشارة تعكس أن أفريقيا مازالت متأثرة بمراكز قوى خارجية تتصارع فيما بينها على
الساحة الأفريقية

ضغوط غربية وأزمات مستمرة

لا تزال تداعيات الإنقلاب العسكري في دولة النيجر، تتصدر عناوين كافة وسائل الإعلام المحلية
والعالمية، وعلى الرغم من إعلان قائد الحرس الرئاسي في النيجر،  الجنرال عبد الرحمن تشياني
تنصيبه نفسه حاكمًا للبلاد، عقب إستيلاء قواته على السُلطة في النيجر بسبب تفشي الفساد
وتدهور الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية بالبلاد -حسبما أكد قادة الانقلاب-

ودعم الجيش النيجري للانقلاب حفاظًا على تماسك الدولة وتفاديًا للاقتتال داخل صفوف القوات
المسلحة، بعدما كان قد أعلن مُسبقًا مساندته للرئيس، إلا أن العديد من دول العالم ما زالوا
يطالبون بعودة الرئيس المدني ذي الأصول العربية، محمد بازوم، ليمارس سلطاته من جديد، وسط
محاولات جدية للضغط على المنقلبين بشتى الوسائل , للتراجع عن عزل الرئيس المُنتخب الذي أكد
في رسائله المختلفة أنه مستمر في تمثيل السُلطة الشرعية في بلاده بعدما احتجزه عسكريون داخل
قصره الرئاسي في العاصمة نيامي، والتي شهدت إحتجاجات شعبية رافضة للانقلاب على الرئيس
والتي قابلتها قوات الحرس الجمهوري بإطلاق النيران لتفريقهم

قلق غربي وفرنسي كبير

كانت فرنسا تخطط وتهندس للإنقلابات في أفريقيا أو تقمعها بحسب مصالحها وحفظ نفوذها , حيثما
تتدخل الدول على مستوى العالم لحل الأزمة في النيجر، لا تأتي بهدف المصلحة العليا للنيجر
والحفاظ على مقدرات شعبها فحسب، ولكن كل دولة تسعى للخروج بأكبر المكاسب من تلك الأزمة


كما نجد أن دولة مثل فرنسا والتي تُعد الداعم الأكبر للرئيس المعزول، محمد بازوم، تعتبر النيجر كنزًا
ثمينًا لها وهي من أقوى حلفائها في منطقة الساحل والصحراء بعدما نقلت قواتها من مالي إلى النيجر
عام 2022، كما أنها من المصادر الرئيسية لإمداد فرنسا باليورانيوم الذي تستخدمه في إنتاج الكهرباء

وبرغم كون النيجر رابع أكبر مُنتج لليورانيوم في العالم إلا أن تلك الثروات الثمينة المتنوعة لم تستفد
منها النيجر طوال تاريخها بسبب ضعف تكلفة بيعها، لذا فكانت فرنسا من أوائل الدول التي أعلنت
إدانتها الشديدة لمحاولة تولي الحكم عن طريق الانقلاب العسكري بعد احتجاز، بازوم، وعددٌ من وزرائه


وذلك لأن الانقلاب قد يهدد مصالحها في المنطقة، خاصة أنها تستفيد من اليورانيوم بنسب تفوق
بمراحل ما تقدمه للنيجر من حيث مستوى التقدم والتنمية، في الدولة التي شهدت من قبل أربع
إنقلابات عسكرية منذ استقلالها عن فرنسا عام 1960

وعلى هذا المنوال تسير معظم مصالح الدول الغربية لما للإنقلاب من تداعيات على التواجد الغربي
بالنيجر، والمتمثلة في القاعدة الأمريكية للطائرات دون طيار، وقد يشمل تعطيل مخطط الجيش الألماني
الذي كان ينوى سحب قواته من دولة مالي المجاورة للنيجر بعد إنهاء مهامهم بغرب إفريقيا، فضلًا عن
القاعدة العسكرية للجيش الفرنسي بالنيجر، بالإضافة لتواجد الاتحاد الأوروبي الذي يقوم بمهام تدريبية
في الشأن العسكري والمدني

دور روسي متعاظم

كان ظهور سلطات جديدة قبل إنقلاب النيجر في كل من مالي وبوركينا فاسو موالية لروسيا , ناقوس
خطر على النفوذ الفرنسي , وظهرت خشية من تحرك أحجار الدومينو لما تبقى من دول وحكومات
حليفة للغرب , وخاصة في صراعها المصيري مع روسيا , فمع إستمرار الضغوط الغربية وبالتحديد
من فرنسا بمساعدة حليفتها الأمريكية على قادة الانقلاب العسكري بالنيجر ضد تغول أو فرض
نفوذ الدولة الروسية وحليفتها الصينية في تلك المنطقة الحيوية والغنية بالموارد الطبيعية والثروات
المعدنية المتنوعة، هل تشهد النيجر تدخل عسكري غربي وشيك؟

وذلك طبقًا لما لوحت به منظمة “إيكواس” الإفريقية بغرض عودة النظام الدستوري وإعادة الرئيس
بازوم لممارسة نشاطه الرئاسي من جديد، مع الحفاظ بالتأكيد على مصالح الغرب بتلك المنطقة
وذلك في الوقت الذي أكد فيه المجلس العسكري في النيجر عدم رضوخه لأي تهديد خارجي

وفي سبيل تطبيق تلك الضغوط التي يمارسها الغرب، أعلن البنك الدولي تعليق كافة تمويلاته المالية
في النيجر بسبب ذلك الانقلاب العسكري، مع إعلان المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “إيكواس”
فرض بعض العقوبات على البلاد والتي تم البدء بتنفيذها فعليًا عقب قيام نيجيريا بوقف إمدادات
التيار الكهربي للنيجر

سيناريوهات ومسارت التعامل مع إنقلاب النيجر

هناك عدة إحتمالات للمرحلة المقبلة من الحدث وهي :

  • تدخل عسكري أفريقي بمشاركة فرنسا
  • نجاح الإنقلاب في السيطرة على الحكم وتهدئة الأوضاع
  • تدبير إنقلاب مضاد
  • تواجد قوات فاغنر العسكرية الخاصة لدعم قوات الانقلاب

مع مخاطر غربية قائمة وضغوطات إفريقية مستمرة ومظاهرات مؤيدة للانقلاب وأخرى معارضة
وإعتقال عدد من السياسيين الكبار بالبلاد، وتحذير شديد اللهجة من دول إفريقية مؤيدة للإنقلاب
ومعارضة للتدخل الغربي، مثل دولتي مالي وبوركينا فاسو، عقب إعلانهما أن أي تدخل عسكري
في النيجر يعد إعلان حرب عليهما

إلي أين تسير الأمور في النيجر ؟ ذلك البلد الفقير الغني بموارده وثرواته المنهوبة


المصادر :

France 24

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *