دخلت سياسة الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب للبيت الأبيض بخطط جاهزة لإدارة الصراعات العالمية جميعها في نفس الوقت، مشيرا إلى
استناده في ذلك على تحقيق أفضل المصالح المالية والتجارية لبلاده دون الأخذ بعين الاعتبار مايمكن أن تتركه تلك الخطط
من خراب ودمار في الدول المعنية ، بينما وضعت شعارات الإنسانية وحقوق الإنسان في الجيب الخلفي للإدارة الأمريكية لتلوح بها ضد من يخالف الرأي الأمريكي
ملامح سياسة الإدارة الأمريكية الجديدة
يعيش سكان الدول المتنازعة حروبا بالوكالة على أراضيهم يدفعون أثمانها أرواحا وأمانا وجهلا وفقرا ومستقبلا ضائعا وهجرات بلا وجهة
في كثير من الأحيان وينطبق هذا بشدة على الدول الإفريقية التي يعيش بعضها صراعات دموية منذ عقود، ويشهد بعضها الآخر
تحولا في نمط الصراع السياسي ليشبه الموضة الدارجة مؤخرا من حيث ظهور معارضات مسلحة داخلية
بدعم خارجي تنهك البلد وتفتته لصالح بعض القوى العظمى.
توطين فلسطينيي غزة
بعد الرفض المصري، نقلت اسوشيتد برس أن أمريكا وإسرائيل قامتا بالتواصل مع ثلاث دول في الشرق الإفريقي
بهدف التوصل إلى اتفاق لتوطين الفلسطينيين الذين سيتم إخراجهم من غزة وفق خطة ترامب في هذا الملف وبينما جاء الرد
الصومالي والسوداني بالرفض، وافق الإقليم المنفصل شمال الصومال، والمسمى ب” أرض الصومال” على تلبية ترامب مقابل اعتراف الولايات المتحدة به
كدولة مستقلة إضافة إلى إنشاء قاعدة بحرية في ميناء “بربرة” على البحر الأحمر
من ناحية أخرى لم تصدر أية تصريحات رسمية من أي طرف حول الموضوع إلا أن توطين سكان غزة يعتبر هاجسا
قد يجلب الغضب الأمريكي إلى أي بقعة يراد لها أن تشتعل.
ماذا يحدث في جنوب أفريقيا ؟
غير بعيد عن قضية أهل غزة الذين يتعرضون للإبادة تحت مرأى العالم وسمعه، كانت جنوب أفريقيا أقصى جنوب شرق
القارة السمراء قد تقدمت بدعوى قضائية ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية متهمة إياها بارتكاب إبادة جماعية في غزة، وبرغم
الضغوط الأمريكية الهائلة عليه إلا أن وزير خارجية جنوب أفريقيا ” رولاند لامولا” تعهد بعدم تنازل بلاده عن هذه الدعوى
ليعلن بعد ذلك وزير الخارجية الأمريكي أن سفير جنوب أفريقيا لم يعد مرحبا به في أمريكا متهما إياه بإثارة
الفتنة العنصرية وكره الولايات المتحدة والرئيس ترامب.
كذلك شملت ضغوط ترامب على جنوب أفريقيا العديد من العقوبات ووقفا للمساعدات المالية متهما حكومة جنوب أفريقيا بالتمييز العنصري
ضد الأقليات العرقية البيضاء قائلا ” إنها تعامل هذه الفئة بشكل سيئ وتنتهك حقوق الإنسان بشكل جسيم” إضافة لتقاربها مع إيران لتطوير اتفاقيات تجارية عسكرية ونووية.
يأتي كل هذا في ظل قلق من سكان البلاد حول الوضع الاقتصادي الضاغط بشكل كبير بعد وقف المساعدات الأمريكية.
تنظيم الدولة الإسلامية في أفريقيا
تعد بعض الدول الأفريقية للحاق بالشرق الأوسط المشتعل في ظل سعي محموم لايتوقف من الدول العظمى
للسيطرة على المنافذ البحرية والثروات المعدنية لتلك الدول، وانتقال هذه القوى علنا لخطط التفتيت الداخلي وفق خلافات
دينية وإثنية وعرقية بسلاح أثبت نجاحا غير مسبوق في الشرق الأوسط وهو تنظيم الدولة الإسلامية والذي سجل تطورا ملحوظا
في خارطة سيطرته في الصومال وموزمبيق شرقا، وفي مالي غربا، وفق تحليل نشره معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى.
فهل ياترى سيبقى هناك بلدا بمنأى عن تمدد هذه الصراعات في المنطقة؟
اترك رد