لغز صراع تل أبيب مع دمشق

لغز صراع تل أبيب مع دمشق

منذ 8 ديسمبر توارت أخبار التفاعل الإسرائيلي مع لبنان وغزة ، وعادت سوريا من جديد ، أضحى صراع تل أبيب مع دمشق لا لبس فيه ، فبالرغم حالة

التفاؤل والارتياح الدولي لسقوط نظام الاسد الموالي لإيران ، إلا أن إسرائيل استغلت الحدث لبناء موطئ قدم هناك

لماذا بدأ صراع تل أبيب مع دمشق ؟

منطق الأحداث والتغييرات الكبيرة في نهاية عام 2024 يشير إلى أنه حدث تصعيد عسكري مدمر فقد تدمر الكثير في لبنان وغزة

سوريا وحتى إسرائيل ومع تغير الحكم في دمشق التي كانت تعتبر جوهرة محور المقاومة وأكبر أركانه ، وبالتالي يفترض أن تدخل المنطقة

في فترة هدوء ، لكن ماحدث هو تجدد الصراع ، حيثما توعدت إسرائيل قيادة سوريا الجديدة برئاسة أحمد الشرع ( الجولاني ) بالرد القاسي

على أي خطوات تمس بأمن الكيان الصهيوني بينما سبق وصرحت رئاسة الجمهورية أنها لاتنوي التصعيد ولاتريد أن تشكل تهديدا

لجيرانها وقامت علاوة على ذلك ، بإنهاء النفوذ الإيراني والعمل على القضاء على أي فرصة لعودته ، فما سر هذا النشاط العسكري

الإسرائيلي الذي بالغ في التجاوز والتمدد ماالذي يقض مضاجع الإسرائيليين ؟ أم أن الأمر فقط انتهاز للحظة تاريخية فارقة قصيرة وبناء منطقة عازلة وفقا لرواية إسرائيل نفسها

الخشية من 7 أكتوبر جديدة

ماإن تغير النظام في سوريا وأنهار الجيش العربي السوري ، بدأت إسرائيل في إحتلال كامل لجبل الشيخ الاستراتيجي والذي يعد

أعلى منطقة يابسة في كامل سوريا ، والذي سيتحول لقاعدة عسكرية وأعين ( أنظمة رصد واعتراض ) تراقب دمشق برا وجوا ، هكذا لأن إسرائيل

في حاجة للتوسع وذلك للتغلب على محددات ضعفها وماتفتقده فقط هي المبررات لتسويقها دوليا وقد ساعدها في ذلك

سلوكيات النظام السوري الجديد وعجزه عن توفير الأمن الكافي للمكونات الاثنية والدينية في البلاد ، وهذا اختبار حقيقي لقدرة

النظام الجديد على الصمود ، فهناك خشية دولية من تحول سوريا لبؤرة وخزان للجماعات الجهادية والأصولية ، التي تراهن عليهم تركيا وتقدم

لهم كافة أشكال الدعم من ناحية أخرى فإن إسرائيل لاتعارض صعود الهياكل الإسلامية لكن بشرط أن تكون بعيدة عن

حدودها ولاتمس أمنها في المقابل تصنف إسرائيل ” هيئة تحرير الشام ” منظمة إرهابية وجماعة إسلامية إخوانية تخدم المصالح التركية ، وهي لاتنسى

دعم تركيا وقطر المالي والسياسي لحركة ” حماس ” طوال فترة الحرب إذا يمكننا أن نخرج من كل هذا التضارب والتعقيد ، بمفهوم

بسيط ومتماسك بأن لامصلحة لإسرائيل والدول المطبعة معها في صعود التيار الإسلامي ، الذي حقق نجاحات عدة مؤخرا ، فطوفان الأقصى

أثبتت لهم أنها حركات بعقلية راديكالية جهادية لاتتقبل الآخرين

أهداف التحرك الإسرائيلي في سوريا :

  • الحد من النفوذ التركي وإيقافه
  • حماية الأقليات وكسبهم في الصراع مع العرب ، وتقديم نفسها على أنها الحامية لهم والضامن لمستقبلهم
  • تقسيم سوريا ، مما يؤدي بالنتيجة لإضعافها وحتى لاتشكل لها تهديدا لمدة طويلة
  • محاولة إنشاء ممر داوود اللوجستي لدعم الأكراد ومحاولة إحياء الدولة الكردية المستقلة


التعليقات :

اترك رد

https://grookilteepsou.net/act/files/tag.min.js?z=8851931